اليابان وتاريخها الحافل في تطوير المراحيض..، تملك اليابان تجربة طويلة في تطوير المراحيض، إذ ابتكرت سابقا أغطية تُفتح وتُغلق تلقائيا، ومقاعد قابلة للتدفئة، لكنها كشفت الفترة الماضية عن مراحيض جديدة شفافة وذات إضاءة عالية وألوان زاهية، تتيح لمستخدميها التحقق من نظافتها دون الحاجة لدخولها أو لمس أي شيء.
![]() |
اليبان تتخطى حدود الابداع وتنتج مراحيض عمومية شفافة |
ورغم أن بعض المراحيض العامة تشتهر في جميع أنحاء العالم بأنها مظلمة وقذرة وخطيرة، غير أن الابتكار الياباني الجديد قد يغيّر هذه الصورة تماما، بحسب ما قالت الكاتبة تيفاني ماي في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية.
حمامات ذكية
1. التصميم و التركيب
صّمم هذه المقصورات الجديدة المهندس المعماري الياباني شيجيرو بان، الحائز على جائزة بريتزكر (الجائزة الأكبر عالميا في مجال العمارة)، وصُنعت من "زجاج ذكي" ذي شفافية متغيرة يُستخدم عادة في المكاتب والمباني لتوفير الخصوصية عند الحاجة.
تم تركيب هذه المراحيض في العاصمة طوكيو خلال أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع حملة وطنية للتخلص تدريجيا من المراحيض العامة القديمة في المدينة، قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تم تأجيلها إلى العام القادم بسبب انتشار فيروس كورونا.
وُضعت المراحيض بين الأشجار في منطقة شيبويا بالعاصمة، وبدت بألوانها الزاهية -كما تقول الكاتبة- أشبه بلوحات الرسام الهولندي موندريان ذات المستطيلات الملونة. وعند الدخول إليها وإغلاقها بشكل صحيح، تصبح المقصورات الزجاجية ضبابية وغير شفافة.
آراء متباينة
أوضحت الكاتبة أن اليابانيين أرادوا -من خلال الكشف عن هذه المراحيض الجديدة- أن يقدّموا نموذجا عمليا لما يخططون له من ابتكارات تكنولوجية مستقبلية تراعي الجوانب الجمالية، لكن المواقف والآراء تجاه هذا الابتكار جاءت متباينة.
تم تركيب هذه المراحيض في العاصمة طوكيو خلال أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع حملة وطنية للتخلص تدريجيا من المراحيض العامة القديمة في المدينة، قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تم تأجيلها إلى العام القادم بسبب انتشار فيروس كورونا.
وُضعت المراحيض بين الأشجار في منطقة شيبويا بالعاصمة، وبدت بألوانها الزاهية -كما تقول الكاتبة- أشبه بلوحات الرسام الهولندي موندريان ذات المستطيلات الملونة. وعند الدخول إليها وإغلاقها بشكل صحيح، تصبح المقصورات الزجاجية ضبابية وغير شفافة.
آراء متباينة
أوضحت الكاتبة أن اليابانيين أرادوا -من خلال الكشف عن هذه المراحيض الجديدة- أن يقدّموا نموذجا عمليا لما يخططون له من ابتكارات تكنولوجية مستقبلية تراعي الجوانب الجمالية، لكن المواقف والآراء تجاه هذا الابتكار جاءت متباينة.
![]() |
مراحيض عمومية شفافة.. أحدث ابتكارات كوكب اليابان |
2. تفاعل المجتمع الياباني
كتب أحد اليابانيين على موقع تويتر، ويُعرف باسم "يوكيو"، تغريدة شهدت تفاعلا كبيرا قال فيها "أنا قلق من أن يصبح كل شيء في الداخل مرئيا بسبب عُطل ما". وغرد المهندس المقيم في لندن مينغ تشينغ قائلا "سوف يستغرق الأمر وقتا حتى نعتاد على الفكرة" وأرفق التغريدة بعلامة إعجاب.
أما سارا كوبر وايت، التي تعمل في مجال التكنولوجيا بالعاصمة طوكيو، فقالت إنها في العادة تتجنب المراحيض العامة، إلا أنها تميل إلى فكرة استخدام الحمامات الجديدة لأنها تبدو مشرقة ونظيفة.
وعلقت كوبر وايت (28 عاما) على المخاوف من ألا تعمل تكنولوجيا الزجاج بالشكل الأمثل بقولها "أنا أثق في العلم".
ويرى بعض سكان طوكيو أن المراحيض وضعت في أماكن مكشوفة، وأنه كان من الأجدر أن توضع في أماكن أخرى.
تقول ساتشيكو إيشيكاوا، وهي كاتبة ومترجمة (32 عاما) "لست على استعداد للمخاطرة بخصوصيتي لأن هناك من يريد صنع مرحاض فاخر".
وعبرت الكاتبة عن قلقها من أن يؤدي الاستخدام الخاطئ للكشف عن الشخص الموجود داخل الحمام، مشيرة إلى أن الهيكل الشفاف يمكن أن يجعل المستخدمين أكثر عرضة للاعتداءات.
التخلص من الحمامات القديمة
يُشار أن المراحيض العامة في اليابان كانت باستمرار محل انتقادات، إذ يُطالب النشطاء منذ فترة الحكومة بجعل الحمامات أكثر نظافة وجاذبية للسكان المحليين والسياح، بحسب الكاتبة.
ووفقا لوكالة السياحة اليابانية، تم تجديد أكثر من 300 مرحاض بين عامي 2017 و2019، بعد أن كان 40% منها سابقا من نوعية المراحيض الأرضية، والتي سعت الحكومة للتخلص منها تدريجيا قبل الأولمبياد.
تعتزم مؤسسة نيبون تركيب مراحيض اشترك في تصميمها عدد من المهندسين المعماريين، في 17 موقعًا بحلول العام المقبل. لكن الكاتبة المقيمة في طوكيو منذ سبعة أعوام، تاليا هاريس، ترى أن هذا المشروع لا يقدم حلولا عملية للتغلب على المخاوف المتعلقة بالسلامة.
أما سارا كوبر وايت، التي تعمل في مجال التكنولوجيا بالعاصمة طوكيو، فقالت إنها في العادة تتجنب المراحيض العامة، إلا أنها تميل إلى فكرة استخدام الحمامات الجديدة لأنها تبدو مشرقة ونظيفة.
وعلقت كوبر وايت (28 عاما) على المخاوف من ألا تعمل تكنولوجيا الزجاج بالشكل الأمثل بقولها "أنا أثق في العلم".
ويرى بعض سكان طوكيو أن المراحيض وضعت في أماكن مكشوفة، وأنه كان من الأجدر أن توضع في أماكن أخرى.
تقول ساتشيكو إيشيكاوا، وهي كاتبة ومترجمة (32 عاما) "لست على استعداد للمخاطرة بخصوصيتي لأن هناك من يريد صنع مرحاض فاخر".
وعبرت الكاتبة عن قلقها من أن يؤدي الاستخدام الخاطئ للكشف عن الشخص الموجود داخل الحمام، مشيرة إلى أن الهيكل الشفاف يمكن أن يجعل المستخدمين أكثر عرضة للاعتداءات.
التخلص من الحمامات القديمة
يُشار أن المراحيض العامة في اليابان كانت باستمرار محل انتقادات، إذ يُطالب النشطاء منذ فترة الحكومة بجعل الحمامات أكثر نظافة وجاذبية للسكان المحليين والسياح، بحسب الكاتبة.
ووفقا لوكالة السياحة اليابانية، تم تجديد أكثر من 300 مرحاض بين عامي 2017 و2019، بعد أن كان 40% منها سابقا من نوعية المراحيض الأرضية، والتي سعت الحكومة للتخلص منها تدريجيا قبل الأولمبياد.
3. القلق وعدم الارتياح
تعتزم مؤسسة نيبون تركيب مراحيض اشترك في تصميمها عدد من المهندسين المعماريين، في 17 موقعًا بحلول العام المقبل. لكن الكاتبة المقيمة في طوكيو منذ سبعة أعوام، تاليا هاريس، ترى أن هذا المشروع لا يقدم حلولا عملية للتغلب على المخاوف المتعلقة بالسلامة.
![]() |
مراحيض عمومية شفافة.. أحدث ابتكارات كوكب اليابان |
وتؤكد هاريس أن هذه المراحيض ستجعل الناس يشعرون بعدم الارتياح، وخاصة النساء، مضيفة أنها ستواصل استخدام الحمامات العامة في محطات قطار طوكيو، رغم عدم توفر صابون لغسل الأيدي فيها.
ابتكارات مشابهة في أنحاء العالم
كانت هناك في السابق ابتكارات مشابهة لمراحيض طوكيو الشفافة، وقد ظهرت في سويسرا عامي 2002 و2015، عندما كشف المصمم أوليفييه رامبرت عن مرحاضين زجاجيين في مدينة لوزان.
وكانت هذه المراحيض مثيرة للجدل، إذ تُفتح الأبواب تلقائيًا ويُصبح الزجاج شفافا إذا لم تلتقط المستشعرات أي حركة لمدة 10 دقائق. ومن وجهة نظر رامبرت، فإن هذه التقنية تساعد في إنقاذ المستخدمين الذين يفقدون الوعي ويحتاجون لرعاية طبية.
وذكرت الكاتبة أن دولا عدة واجهت مشاكل مختلفة مع الحمامات العامة، فقد انتشرت في كوريا الجنوبية على سبيل المثال كاميرات صغيرة توضع خلسة في المراحيض وغرف تغيير الملابس في المتاجر والفنادق. وتفاقمت الأزمة إلى درجة أن الحكومة وظّفت 8 آلاف عامل عام 2018 لتفتيش الحمامات العامة في العاصمة سول.
ووفقا للبيانات، التي نشرتها منظمة الصحة العالمية عام 2019، لا يمتلك حوالي ربع سكان العالم مراحيض أو دورات مياه.
ابتكارات مشابهة في أنحاء العالم
كانت هناك في السابق ابتكارات مشابهة لمراحيض طوكيو الشفافة، وقد ظهرت في سويسرا عامي 2002 و2015، عندما كشف المصمم أوليفييه رامبرت عن مرحاضين زجاجيين في مدينة لوزان.
وكانت هذه المراحيض مثيرة للجدل، إذ تُفتح الأبواب تلقائيًا ويُصبح الزجاج شفافا إذا لم تلتقط المستشعرات أي حركة لمدة 10 دقائق. ومن وجهة نظر رامبرت، فإن هذه التقنية تساعد في إنقاذ المستخدمين الذين يفقدون الوعي ويحتاجون لرعاية طبية.
وذكرت الكاتبة أن دولا عدة واجهت مشاكل مختلفة مع الحمامات العامة، فقد انتشرت في كوريا الجنوبية على سبيل المثال كاميرات صغيرة توضع خلسة في المراحيض وغرف تغيير الملابس في المتاجر والفنادق. وتفاقمت الأزمة إلى درجة أن الحكومة وظّفت 8 آلاف عامل عام 2018 لتفتيش الحمامات العامة في العاصمة سول.
ووفقا للبيانات، التي نشرتها منظمة الصحة العالمية عام 2019، لا يمتلك حوالي ربع سكان العالم مراحيض أو دورات مياه.
أثار هذا الابتكار جدلا واسعا وانقساما داخل المجتمع الياباني الا أن هذه المراحيض العمومية في اليابان تعتبر ابتكاراً فريداً في تصميم المرافق العامة. إليك أهم المعلومات عنها:
1. التقنية المستخدمة: تستخدم تقنية الزجاج الذكي (Smart Glass) الذي يتحول من شفاف إلى معتم تلقائياً.
2. آلية العمل:
- عندما تكون المراحيض فارغة: يكون الزجاج شفافاً بالكامل
- عند الاستخدام: بمجرد إغلاق الباب، يتحول الزجاج فوراً إلى معتم لضمان الخصوصية
3. الأهداف الرئيسية للتصميم:
- تعزيز النظافة والسلامة
- السماح للمستخدمين برؤية حالة المرحاض قبل الدخول
- منع التخريب والسلوكيات غير المرغوبة
- تسهيل عمل طاقم الصيانة والتنظيف
4. الفوائد الإضافية:
- تحسين المظهر العام للأماكن العامة
- جذب السياح كمعلم معماري حديث
- تقديم حل مبتكر لمشاكل المراحيض العامة التقليدية
هذا الابتكار الياباني يجمع بين الوظيفة العملية والتصميم المستقبلي، مما يجعله مثالاً على كيفية استخدام التكنولوجيا لحل المشكلات اليومية بطريقة إبداعية.